2025-09-28
أفادت رويترز بأن الفريق الفني لمجموعة السبع عقد اجتماعًا مغلقًا في شيكاغو في منتصف سبتمبر لمناقشة سلسلة من الإجراءات لمواجهة هيمنة الصين على المعادن الحيوية، وذلك وسط تصاعد التوترات العالمية بشأن إمدادات المعادن الحيوية. تمحور جوهر الاجتماع حول تحديد حد أدنى للأسعار للمعادن النادرة، والضرائب الكربونية أو التعريفات الجمركية بناءً على نسب استخدام الطاقة، بالإضافة إلى لوائح الاستثمار وقيود الشراء الجغرافية. يسلط هذا التطور الضوء على المخاوف الملحة للدول الغربية بشأن أمن سلسلة التوريد، ولكنه يكشف أيضًا عن الانقسامات الداخلية وتحديات التنفيذ داخل مجموعة السبع.
عقد الاجتماع في وقت كانت فيه الشركات الأوروبية تواجه مرة أخرى اختناقات في الإمدادات بعد أن نفذت الصين ضوابط تصدير المعادن النادرة في أبريل، والتي اعتبرت انتقامًا من الرسوم الجمركية الأمريكية. على الرغم من أن الصين عجلت لاحقًا بإصدار التراخيص للاتحاد الأوروبي، إلا أن التأخير في الموافقة لا يزال يمثل مخاطر محتملة لتوقف الإنتاج. انبثقت مناقشات مجموعة السبع من "خطة عمل المعادن الحيوية" التي تم إطلاقها في يونيو، والتي تهدف إلى تقليل الاعتماد على الصين. أكدت مشاركة أستراليا كمراقب في الاجتماع على دور الدول الغنية بالموارد في اللعبة العالمية.
النقاط الرئيسية للاجتماع: نهج متعدد الجوانب من تنظيم الاستثمار إلى أدوات التجارة
ركز اجتماع شيكاغو على حقيقة أن دول مجموعة السبع (باستثناء اليابان) تعتمد بشكل كبير على الصين في الحصول على مغناطيسات المعادن النادرة ومعادن البطاريات، بهدف إعادة تشكيل سلاسل التوريد من خلال الوسائل الاقتصادية والتنظيمية. وفقًا لمصادر مطلعة، لم يتم التوصل إلى إجماع في المناقشات، ولكن النقاط التالية أصبحت محور التركيز:
الحد الأدنى للسعر وآلية الدعم:تدرس مجموعة السبع حدًا أدنى للأسعار مدعومًا بدعم حكومي للمعادن النادرة لتشجيع الإنتاج المحلي. حددت وزارة الدفاع الأمريكية عتبة سعرية تبلغ 110 دولارات للكيلوغرام الواحد للمعادن النادرة، وهو أعلى بكثير من سعر السوق في الصين. تقوم أستراليا بتقييم تدابير مماثلة بشكل مستقل لدعم مشاريع المعادن الرئيسية المحلية؛ كندا في موقف متفائل لكنها لم تلتزم. صرح مسؤولو الاتحاد الأوروبي أنهم يستكشفون الحدود الدنيا للأسعار، والمشتريات المشتركة، والاتفاقيات المتبادلة الداخلية لمجموعة السبع.
مقترحات الضريبة الكربونية أو التعريفات الجمركية:ناقش الاجتماع فرض ضريبة كربونية أو تعريفة جمركية على صادرات الصين من المعادن النادرة والمعادن الثانوية بناءً على نسبة استخدام الطاقة غير المتجددة. يهدف هذا إلى معاقبة أساليب الإنتاج عالية الكربون في الصين مع تحفيز الاستثمار الأخضر. قال مسؤول في إدارة ترامب إن الولايات المتحدة تنسق تدابير تجارية أوسع مع مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي لمنع "إغراق أسعار المعادن النادرة"، بما في ذلك التعريفات الجمركية والحدود الدنيا للأسعار.
قيود الاستثمار والقيود الجغرافية:القضية الأساسية هي رفع العتبة التنظيمية للاستثمار الأجنبي في المواد الرئيسية لمنع الشركات من "التدفق إلى الصين". الخيار الآخر هو القيود الجغرافية، مثل متطلبات المحتوى المحلي الإلزامي في المشتريات العامة أو حظر المشتريات من دول معينة مثل الصين، ولكن هناك اختلافات كبيرة في الآراء بين دول مجموعة السبع، حيث تتوخى اليابان الحذر بسبب اعتمادها الأقل على الصين.
الاحتياطيات الاستراتيجية والإجراءات المشتركة: اقترح مفوض الصناعة في الاتحاد الأوروبي إنشاء جرد مشترك للمعادن النادرة على غرار احتياطيات النفط. وذكر الاجتماع أيضًا دمج معايير البيئة والاجتماعية والحوكمة (ESG) في سلاسل التوريد في خطة عمل مجموعة السبع.
لم تستجب وزارة الموارد الطبيعية الكندية والبيت الأبيض على الفور للاستفسارات. أشار المحللون إلى أن الاجتماع يعكس تحول مجموعة السبع من الاستجابة السلبية إلى إعادة التشكيل النشطة، لكن التنسيق الداخلي صعب ومن غير المرجح أن يتم تنفيذه على المدى القصير.
يمثل هذا الاجتماع تحولًا من المنافسة على الموارد إلى التفاوض القائم على القواعد للمعادن النادرة. تؤكد خطة عمل مجموعة السبع على الشفافية والاستدامة، لكن النجاح يعتمد على التنسيق وحجم الاستثمار. بالنسبة للصين، هذا ليس تحديًا فحسب، بل هو أيضًا فرصة لتعزيز الترقية الخضراء والصادرات المتنوعة. يتحول المشهد العالمي للمعادن النادرة من نموذج "مركزه الصين" إلى نموذج متعدد الأقطاب. من المتوقع أنه بحلول عام 2030، سيتم تشكيل نظام بيئي لسلسلة التوريد أكثر مرونة.
أرسل استفسارك مباشرة إلينا